| <TABLE id=table63 border=0 width="100%">
<TR>
<td>
جنرال إلكتريك» تكشف عن عزمها على زيادة استثماراتها في السعودية قالت إنها تدرس عددا من فرص توطين التقنية في المملكة
</TD></TR></TABLE> |
الرياض: سالم سلمان
كشفت شركة «جنرال إلكتريك العالمية» عن عزمها رفع استثماراتها في السعودية خلال الفترة المقبلة، وذلك من خلال الفرص الواعدة، والتي تعمل عليها الشركة مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة لخوض غمار مشاريع اقتصادية مستقبلية.
وقال وليد أبو خالد الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» في السعودية والبحرين، إن حجم الاستثمارات لشركته حاليا بالسوق السعودية تزيد على 1.6 مليار ريال (426 مليون دولار)، ولم يفصح عن حجم الزيادة المزمع تنفيذها في المملكة، إلا أنه أكد أن من أبرز الفرص التي تعمل عليها «جنرال إلكتريك» التنسيق الحالي مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية حول مواءمة المعدات والتقنيات المستخدمة من قبل شركة «جنرال إلكتريك» للبيئة والمناخ السعودي، مما يساعد الشركة على توفير تقنية مصنعة بالسعودية ومتناسبة مع بيئة العمل المحلية.
وأضاف أن «هناك اتفاقيات ثنائية مع الجامعات السعودية لاستثمار التقنية المتوفرة لدى شركتنا وبما يخدم السوق السعودية».
وحول ما تشهده المنطقة العربية من أحداث واضطرابات سياسية ناتجة عن الثورات المحتدمة بعدد من دول المنطقة، أكد الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» في السعودية والبحرين، أن ثقة شركته في السوق السعودية لم تكن وليدة الصدفة، بل هي نتاج لدراسات وأبحاث متعمقة أجرتها الشركة الأم للوضع السياسي والأمني للسعودية، مؤكدا أن السوق السعودية تعد وجهة حقيقة وآمنة لاستثمارات الشركات العالمية، وهو ما عكسه توجه شركته بضخ المزيد من رؤوس الأموال المملوكة للشركة في السوق السعودية بحسب وصفه.
وأبان أبو خالد أن تلك الخطوة من «جنرال إلكتريك» تعد تشجيعا لبقية الشركات العالمية لبذل مزيد من الاستثمارات في السوق السعودية الواعدة، موضحا أن جميع تلك الاستثمارات من قبل شركته لم يتخذ وفق اتفاقيات سابقة على تاريخ ظهور الثورات والأوضاع السياسية المضطربة بالمنطقة العربية، بل هو وليد اللحظة الحالية ووفق دراسات وأبحاث أكدت على قدرة السعودية على المحافظة على استقرارها السياسي ونموها الاقتصادي الواعد في المستقبل.
وتعمل شركة «جنرال إلكتريك» في عدد من المجالات في السعودية، وقد نشطت مؤخرا لتوسيع الاستثمارات في المملكة، في الوقت الذي تستهدف فيه قطاعات الصحة والطاقة بشكل أكبر.
وتابع الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» في السعودية والبحرين أن توجه شركة «جنرال إلكتريك» بالسعودية لتوطين الوظائف لم يأت في ظل ضغوط تمارسها الأنظمة المعمول بها بالبلاد، مؤكدا على أنها تتم وفق إرادة داخلية ونظرة استراتيجية للشركة نحو التحول لشركة وطنية بمواصفات عالمية، مشيرا إلى أن برنامج «نطاقات» المعمول به من قبل وزارة العمل السعودية لا يشكل أي تحد أو صعوبات في طريق استثماراتهم ومشاريعهم بالسعودية.
وأبان أبو خالد توفر خطة استراتيجية داخل الشركة بالسعودية تعتمد على الاستفادة من الموظفين غير السعوديين وعدم الاستغناء عنهم من خلال مطالبتهم بتدريب ونقل خبراتهم للموظفين السعوديين مع الالتزام لهم بالإبقاء عليهم ضمن قائمة موظفيها، موضحا أن ثقة شركته بحجم الفرص الاستثمارية بالسعودية تشكل الحافز للإبقاء على وظائف غير السعوديين كما هي مع توظيف السعوديين في مجالات وظيفية واسعة.
وكشف الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» في السعودية والبحرين عن اعتقاده أن زمن استثمار الوقتي في السعودية قد انتهى، مؤكدا على الدخول في مرحلة جديدة وتطبيق مفاهيم جدية للاستثمارات العالمية المبنية على فلسفة الشركة العالمية المواطنة، والتي تحول الاستثمارات من كونها استثمارات وقتية لاستثمارات مستوطنة داخل البلد.
وقال إن «تحول شركة (جنرال إلكتريك) تعتزم التحول من شركة أجنبية عاملة في السوق السعودية لتكون ذات طابع محلي، وذلك وفق خطة استراتيجية تستهدف تنمية أعداد الوظائف القيادية بالشركة المشغلة بكفاءات سعودية».
وأوضح أن شركته عمدت مؤخرا لتوقيع مذكرة تفاهم مع المؤسسة العامة السعودية للتدريب التقني والمهني بهدف تطوير توسيع برنامج التدريب التقني المشترك بين الطرفين، وذلك بتوفير تدريب عالي الجودة للمهندسين وغيرهم من المحترفين في المملكة.
وترمي مذكرة التفاهم إلى تدريب 100 طالب سنويا يتم اختيارهم من الكليات التقنية في كافة أنحاء السعودية.
وأشار أبو خالد إلى مركز «جنرال إلكتريك للصناعة وتكنولوجيا الطاقة» في مدينة الدمام (شرق السعودية) كأحد أهم المشاريع الاستثمارية التي تستهدف منها شركته بتوطين التقنية العالمية المتاحة لدى الشركة، مشيرا إلى أن المركز يقدم استثمارات إضافية بما يقارب 600 مليون ريال(160 مليون دولار)، ويأتي في إطار العملية التطويرية لإنشاء مركز جديد لتصنيع المعدات الخاصة بقطاع الطاقة.
وأضاف «بذلك ترتفع قيمة الاستثمار في مركز (جنرال إلكتريك للصناعة وتكنولوجيا الطاقة) إلى ما يقارب المليار ريال (266 مليون دولار)، ويهدف الاستثمار الإضافي إلى تعزيز رؤية 2020 السعودية الهادفة إلى التركيز على قطاع التصنيع وتوفير فرص عمل ووظائف جديدة للمواطنين السعوديين».
وبين أبو خالد أن المركز يساعد في إيجاد أكثر من 2000 فرصة عمل مباشرة علاوة على الوظائف غير المباشرة في القطاعات الصناعية المتعلقة بالمنشأة، والتي تدعم ماديا جزءا كبيرا من العائلات السعودية، مما يساعد في تنشيط الاقتصاد الوطني ككل وتعزيز مستوى الرفاه الاقتصادي والاجتماعي.
ويعد المركز أحد أكبر منشآت الشركة في العالم وأحدث مركز متخصص في مجال تقنيات الطاقة، ويتألف من 3 أقسام أساسية: منشأة تصنيع للمعدات عالية التقنية الخاصة بقطاعات الكهرباء والمياه والنفط والغاز، ومركز للخدمات والإصلاح للمعدات التوربينية المتطورة، إضافة إلى وجود مركز تدريبي لتقديم أحدث الدورات التقنية والإدارية إلى طلبة الجامعات والمهندسين الميدانيين وغيرهم من خبراء قطاع الطاقة في المنطقة.
واعتبر أبو خالد أن وجود شركة «جنرال إلكتريك العالمية» في السوق السعودية منذ ما يزيد على 80 عاما، والذي أرجعه لعام 1942 حين قامت «جنرال إلكتريك»، بتزويد السعودية بالآليات التوربينية المستخدمة في أول حملة للتنقيب عن النفط، لتصبح منذ ذلك الحين شريكا للبلاد في مجال التطوير التقني.
ولمح أبو خالد إلى عزم شركته في الاستفادة من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، موضحا أن شركة «جنرال إلكتريك» عمدت للمشاركة في يوم المهنة والذي أقامته الملحقية الثقافية السعودية بالعاصمة الأميركية واشنطن شهر يونيو (حزيران) الحالي، بهدف استقطاب عدد من الطاقات الشبابية السعودية، مؤكدا أن شركته مهتمة بتوظيف عدد من الشباب والفتيات السعوديات في مختلف المجالات التي تتولى شركته أعمالها بالسوق السعودية.
ولم يخف أبو خالد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن تغير ثقافة العمل لدى الشباب السعودي، والتي يصفها بأنها كانت تفضل العمل الحكومي على العمل في القطاع الخاص، مؤكدا أن الشباب السعودي بدأ يخوض غمار أعمال لم تكن لوقت قريب ضمن قائمة اهتمامات الشاب السعودي كالعمل في الأسواق والمطاعم.
ولمح إلى أن شركته بالسعودية تضم ما يزيد على 800 موظف وموظفة، موضحا أن نسبة السعوديين فيها تشكل ما يقارب 38 في المائة.
وأكد أبو خالد سعي شركته لرفع تلك النسبة لتبلغ 60 في المائة من خلال استهداف توظيف ما يزيد على 1600 موظف وموظفة من السعوديين، موضحا أن تلك الخطة التوسعية في توظيف السعوديين في شركة «جنرال إلكتريك» ستتم خلال السنتين المقبلتين.
وكشف أبو خالد عن عدد من الاتفاقيات الثنائية التي تجمع شركته في إطار الكثير من برامج التدريب المشترك مع أبرز المؤسسات التعليمية السعودية ومنها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، مشيرا إلى أنه تم مؤخرا إطلاق برنامج إدارة الخريجين (GMP)، والذي يحوي 20 برنامجا تدريبيا لـ«جنرال إلكتريك» للطاقة.
وأكد أبو خالد أن بعض تلك البرامج تستهدف استقطاب ما يزيد على 20 طالبا من المتميزين وممن اقتربوا من التخرج من دراستهم الجامعية، موضحا أنه يتم العمل على تدريبهم لمدة 6 أشهر ليكونوا وفق احتياجات شركته وربط مشاريع تخرجهم بأعمال الشركة بالسعودية، مؤكدا على توجه شركته لابتعاثهم وفق تخصصاتهم وبما يتناسب مع احتياجات «جنرال إلكتريك» بالبلاد.
كما لمح أبو خالد لوجود اتفاقية ثنائية تجمع «جنرال إلكتريك» مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، من خلال اختيار عشرة من الطلاب المتميزين من السنة الأولى لهم بالجامعة، على أن تتم متابعة أولئك الطلاب وإشراكهم في عدد من الأعمال التابعة لشركة في فترات الصيف ضمن برنامج تدريبي مخصص لهم، مشيرا إلى أن أولئك الطلاب يعاملون كموظفين بالشركة منذ دخولهم الجامعة، ويتم تحديد مشاريع تخرجهم لتكون على علاقة بالمشاريع الخاصة بشركة «جنرال إلكتريك» بالسعودية، ومؤكدا على ابتعاثهم لعدد من مراكز التدريب التابعة لشركة خارج السعودية مستقبلا.
وزاد أبو خالد على شركة «جنرال إلكتريك» لديها اهتمام بتوظيف الطاقات النسائية السعودية، من خلال تدريبهن وتعيينهن في وظائف إدارية وقيادية داخل الشركة، مشيرا إلى تركز الفرص الوظيفية للنساء السعوديات في القطاع الصحي بالشركة، مؤكدا على البدء الفعلي في توظيف عدد من النساء في ذلك القطاع.
